من منا لا يعرف موقع رأس الناقورة السياحيّ؟ موقع النواقير الموجود في الطرف الشماليّ الغربيّ للبلاد. تُعتبر المنطقة الوحيدة التي يلتقي فيها البحر والنهر واحدة من رموز منطقة الجليل الغربي، وأحد أجمل المواقع في إسرائيل عمومًا.
يتم النزول إلى موقع النواقير عبر أكثر تلفريك (القطار الهوائيّ) إنحدارًا في إسرائيلي (والذي يُنزل الزوّار إلى النواقير الصخرية من ارتفاع نحو 70 مترًا بمنحدر بزاوية 60 درجة!). مما لا شك فيه، أن المشهد المنظور من قطر التلفريك خلال السفرية القصيرة مُذهل وفي غاية الجمال بكل بساطة.
يوجد في موقع النواقير مسار مشي قصير في قلب الجرف الصخريّ. يكتشف الزوار النواقير، وهي ظاهرة طبيعية خلابة، مُغر بحرية، هي نتاج سلسلة من الزلازل تحت الأرضية التي خلفت العديد من الشقوق في الصخر. وعلى مر السنين، شقّت مياه الأمطار الهاطلة طريقها عبر الشقوق إلى قلب الصخرة، نحتت وأذابت ووسّعت هذه الشقوق حتى خلقت في داخلها أشكال طبيعية وجحور ومغارات صغيرة. أمواج البحر المتدفقة والهائجة التي تضرب وتدخل بين الشقوق تواصل عملية التوسيع والتمدد، وتلعق الصخور وتنقش الأشكال فيها بكل لحظة ممكنة.
لكل الراغبين بإثراء تجاربهم بأنشطة مختلفة – يمكن اليوم أن تدمج بين ركوب الدراجات الهوائية أو رحلة بالمركبات الكهربائية على طول المتنزّه الساحليّ الخلّاب (الكورنيش)، المدجج بخلجان صغيرة وعالم غنيّ من الأعشاب والحيوانات البحرية (مقابل مبلغ إضافي بسيط)؛ واستئجار سماعات (بسعر 10 شيكل لكل زائد) والاصغاء لإرشاد صوتيّ بستّ لغات مُتاحة، إذ يتنقل الزوار بين 12 محطة سمعية مختلفة يحصلون فيها على إرشاد حول تاريخ الموقع.
في الأعياد والعطل الدراسية تتم جولات ليلة بالفوانيس مُتاحة للجمهور العام في الموقع السياحيّ رأس الناقورة. وتشمل هذه الجولات من بين أمور أخرى – رحلة ليلية في التلفريك (القطار الهوائي) الذي يسلط الضوء على النواقير البحرية، جولة مع إرشاد داخل النواقير المعتمة على نور الفوانيس والتي يمكن فيها أن تصغي لصوت تشكّل ونقش النواقير، والاصغاء للقصة حينما فجرّت المقاومة اليهودية جسر سكة الحديد في الموقع، وصعود الجسر المشهور الذي كان القطار يمرّ عليه في عهد الانتداب البريطاني لينقل القادمين إلى البلاد، كما بالإمكان مشاهدة عرض صوت- ضوئي ليليّ مُذهل.
