أظهرت الدراسات أن النساء تكون في كثير من الأحيان، أكثر عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض مقارنة بالرجال، مثل بعض أنواع السرطان وهشاشة العظام والاكتئاب.

أمراض القلب

أمراض القلب هي القاتل الرئيسي لكل من الرجال والنساء، ولكن لدى النساء، تكون أمراض القلب مسؤولة عن حوالي 29 % من الوفيات، وفقاً لتقارير مركز السيطرة على الأمراض الأميركي.

تقول سيندي بيرسون، المديرة التنفيذية للشبكة الوطنية لصحة المرأة، إنَّ المشكلة الحقيقية تكمن في الوفاة المبكرة والعجز، فهناك عدد كبير جداً من النساء يمتْنَ من أمراض القلب في الستينيات من العمر، حيث لا يتوقع أحد أن يموت بسبب صغر سنهن في هذا البلد، وهناك أيضاً نساء، لسنوات عديدة، مصابات بالفعل بأمراض القلب يعانين من عدم القدرة على التنفس ، وعدم القدرة على صعود الدرج، لأنَّ أمراض القلب تضعف قدرتهن على التنقل.

وعلى الرغم من أن عدد الرجال الذين يموتون بسبب أمراض القلب أكثر من النساء، إلا أن الإناث لا يتم تشخيصهن بشكل كافٍ، وغالباً ما يصل الأمر إلى أن يكون الأوان قد فات لمساعدتهن بعد اكتشاف الحالة.

ويقول جريجوري بيرك، أستاذ ورئيس قسم علوم الصحة العامة في كلية الطب بجامعة ويك فورست: “إن عبء أمراض القلب على النساء كبير جداً”. “كلما كان الناس في وقت مبكر يتكيفون مع سلوكيات صحية، انخفض خطر تعرّضهم لأمراض القلب أو نتائج السكتة الدماغية”.

يقول بيرك إنه يمكن للناس تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب عن طريق تعديل نمط الحياة ليشمل نظاماً غذائياً متوازناً وممارسة الرياضة.

سرطان الثدي

سرطان الثدي هو السرطان الأكثر شيوعاً لدى النساء، يأتي في المرتبة الثانية بعد سرطان الرئة باعتباره السبب الرئيسي لوفاة النساء.

ويقول الخبراء إن الخوف من سرطان الثدي يمكن المبالغة فيه في بعض الأحيان، مما يمنع النساء من الذهاب إلى أطبائهن للفحص، أو يدفع النساء إلى اتخاذ قرارات متهورة بشأن استئصال الثدي، عندما قد لا يكون ذلك ضرورياً.

“هناك الكثير من العلاجات لسرطان الثدي، تؤكد ديان هيلنتجاريس، وهي الرئيسة السابقة لجمعية النساء الطبيات الأمريكيات، “إنه ليس حكماً بالإعدام”، حيث تحث النساء على إبقاء عواطفهن في نصابها وتثقيف أنفسهن بشأن هذه القضايا.

وينصح الطبيب ستيفن إف سينر، رئيس الجمعية الأمريكية للسرطان، بالتحكم في الوزن وممارسة الرياضة والإقلاع عن التدخين والتحدث إلى طبيبك حول المخاطر والفحص المناسب لسرطان الثدي، وذلك للوقاية.

هشاشة العظام

اعتادت النساء الأكبر سناً على قبول مظهر الظهر المنحني وآلام الظهر والضعف قبل أن يعرف الأطباء أي شيء أكثر عن هشاشة العظام، ولكن الآن، هناك خطوات يمكن للنساء والفتيات اتخاذها لتجنّب مثل هذه المشاكل.

ومن الجدير بالذكر، أن هشاشة العظام تهدد نحو 44 مليون أمريكي على سبيل المثال، 68% منهم نساء، حسب المؤسسة الوطنية لهشاشة العظام مما يعني أنه مرض أكثر شيوعاً بين النساء.

ويمكن الوقاية من هشاشة العظام إلى حد كبير، فالسلوكيات التي تكتسبها النساء في طفولتهن وفي سن المراهقة، وفي سنوات البلوغ المبكرة تلعب حقاً دوراً مهماً في تطورهذا المرض.

ولكن لم يفت الأوان أبداً للحفاظ على قوة العظام وتجنّب الكسور؛ لأنَّ جسمك سوف يبذل ما في وسعه لإصلاح تلف العظام، ولكن عليك توفير الأدوات اللازمة لذلك، مثل الاستهلاك الكافي للكالسيوم والنشاط البدني الذي يحمل الوزن.

وللوقاية من هشاشة العظام، يجب اتباع نظام غذائي يحتوي على الكالسيوم، والتعرّض الدائم للشمس في أوقات قبل الظهيرة أو قبل الغروب بساعتين، للحصول على ما يلزم الجسم من فيتامين دي D اللازم للحفاظ على صحة العظام، إضافة إلى تجنب التدخين.

الاكتئاب

يصيب الاكتئاب النساء أكثر من الرجال، حيث أفاد المعهد الوطني للصحة العقلية أن حوالي 12 مليون امرأة يتأثرن باضطراب اكتئابي كل عام مقارنة بحوالي 6 ملايين رجل.

تقول دوري لين، وهي عالمة نفس، إن النساء بحاجة إلى التواصل مع الآخرين في حياتهن، وإذا لم يكن لديهن هذه الفرصة، فإنهن يصبن بالاكتاب

في بعض الأحيان، يمكن أن تؤدي التغييرات الهرمونية أيضاً إلى حدوث هذه الحالة، خاصة بعد الحمل (بعد الولادة) أو في مرحلة انقطاع الطمث.

للمساعدة في تقليل خطر الإصابة بالاكتئاب، توصي لين بإيجاد سبب للاستيقاظ في الصباح، فأشياء مثل العمل والتواصل الاجتماعي، وتربية الحيوانات الأليفة والعمل التطوعي يمكن أن تكون أسباباً جيدة للوقاية من الاكتئاب.